القسم الثاني

يوسفية برشيد : مخاض عسير من أجل ولادة طبيعية

بعد موسم واحد قضاه بالقسم الاحترافي الثاني، عاد فريق يوسفية برشيد مجددا لقسم الصفوة بين الكبار، بالدوري الإحترافي الأول، عقب إنهائه منافسات البطولة في وصافة الترتيب، خلف المتصدر النهضة أتلتيك الزمامرة.الفريق الحريزي بصم على موسم رائع رغم الإكراهات الكثيرة التي واجهته، قبل بداية الدوري، و ظروف البداية الصعبة، التي أعقبت تذيل الفريق لترتيب الدوري الإحترافي الأول، و المغادرة صوب القسم الثاني، و رحيل المكتب المسير للنادي، ما الزم اوفياء النادي تحمل المسؤولية، في محاولة لرأب الصدع و ترميم الصفوف، بهدف العودة السريعة، و تجاوز عثرة الموسم المنقضي.تحمل المسؤولية في الظروف السالفة الذكر، أشبه بآنتحار رياضي، مع غياب اي ضمانات مالية أو دعم معنوي، و ركوب المغامرة تطلب جرأة كبيرة، و تشبع بحب و عشق النادي، و هو ما تجسد في لجنة تصريف الأعمال برئاسة عبد الحميد الغنيمي، الذي لم يتردد في تحمل المسؤولية الجسيمة، بإيمان قوي لا يتزعزع، و ثقة كبيرة في القدرة على تحويل المحال إلى ممكن.و بعد مخاض البداية العسير، كان لزاما أن تكون الولادة مجددا طبيعية، و المولود دون تشوهات ليكون قادرا على مجابهة و مواجهة كل التحديات، قاوم أعاصير البداية، و انطلق في مسلسل التقويم و العلاج، حيث جعل من النجاح شعار المرحلة، رمم الصفوف و انطلق في العمل مبكرا، موازيا في ذلك بين الشقين التقني و الاداري، ابىم تعاقدات مهمة بارقام متواضعة، دون مبالغة و لا تسرع، و اقنع المغادرين و المدينين بالجلوس إلى طاولة الحوار، و الانفصال بالتراضي و المعروف، دون تكبيل الفريق بديون و ملفات مستقبلية.و لأن البناء متين، سرعان ما سطع نجم اليوسفية مجددا، جاءت النتائج مرفوقة بالأداء، عاد الفريق ليمتع و يزيد من منسوب الثقة عند جماهيره مباراة تلو الأخرى، و إتضحت معه معالم الطريق، طريق العودة سريعا إلى مصاف الكبار، حتى لما جاء اليوم المعلوم، و تقرر إبعاد اللجنة عن تسيير أمور النادي، رحل الجميع في صمت، دون ضجيج و لا ضوضاء، لأن حب الفريق يجري في العروق مجرى الدم، و لأن الضمير مرتاح و القلب مطمئن.هكذا إذن تم إكمال العمل و المشروع بروتوشات صغيرة من الأعضاء الجدد، و تحقق الحلم، لتعود اليوسفية قوية و عن جدارة إلى مكانها الطبيعي.

مقالات مشابهة :   بن قسو من شباب خنيفرة لسموحة المصري

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
P